اخبار حقوقيةتقارير

المرأة السعودية محرومة من الحياة

كتب عصام الدبق
على الرغم من حالة الإخفاقات التي تشهدها المملكة السعودية في ظل نظام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على المستويات كافة ؛ خصوصاً الاقتصادية ؛ السياسية ؛ والإنسانية ؛ والحقوقية ؛ وجديدها قديمها ممارسات سلطات محمد بن سلمان ؛ اعتقال النساء ؛ وكأنهن اصبحن متهمات حتى يثبتن العكس .
رغم أن السعودية تعتبر من أغنى دول العالم ؛ فإن نساءها مازلن يخضعن لقوانين تشبه إلى حد كبير قوانين القرون الوسطى ؛ وبحسب التقرير العالمي للفوارق بين الجنسين لعام ٢٠٠٧ ؛ تحتل المملكة العربية السعودية ١٤١ من بين ١٤٤ دولة حول العالم فيما يتعلق بحرية المرأة .
وترى منظمة ” هيومن رايتس ووتش” أن إنهاء مفهوم ” الوصاية ” يشكل أكبر عائق أمام حقوق المرأة ؛ إذ لا تستطيع المرأة التي تعاني من الانتهاكات في منزلها إبلاغ السلطات مما تتعرض له ما لم تحصل على موافقة ولي أمرها ؛ حتى إذا كان المعتدي هو الوصي عليها .
وإزاء هذا الوضع المزري والمتدهور في السعودية ؛ يبرز التساؤل من جديد كيفية الكشف عن هذه الانتهاكات اليومية التي تتعرض لها المرأة هناك ؟!
آجابت الهاربة من جحيم ” السعودية ” ؛ من خلال تصريحاتها لوسائل الأعلام ؛ رهف محمد ؛ التي نجحت في الفرار من عائلتها المسيئة لها بحسب ما ذكرت ؛ والقت من المزيد على عدد لا حصر له من النساء المحاصرات تحت نظام ولاية الرجل المسئ في السعودية . وأوضحت رهف ؛ ان النساء السعوديات يوجهن التمييز المنهجي وقد يتعرضن للعنف الأسرى بموجب نظام ولاية الرجل ؛ ولا يملكن مكانا يلجأن إليه عندما يواجهن سوء المعاملة . مما يدفع بعض النساء إلى القيام بمحاولات الفرار من السعودية .
وهذه الظاهرة غير الأنسانية تتعزز بموجب نظام ولاية الرجل ؛ الذي يسيطر على مناحي المرأة ؛ منذ ولادتها حتى وفاتها ؛ ويجب أن يكون الأب أو الزوج ؛ ولكن في بعض الحالات يكون أخ أو حتى ابن ؛ لديه السلطة على اتخاذ مجموعة من القرارت الحاسمة نيابة عنها . وتعامل الدولة السعودية كقاصرات دائمات من وجهة النظر القانون ؛ ومازالت القوانين سارية المفعول ؛ رغم إدعَّاء السلطات هناك انها قامت ببعض الإصلاحات في قوانين نيل حقوق المرأة ؛ إلا أن واقع الحال يفند هذه الإدّعاءات ؛ فمازال قانون ولاية الرجل أهم عقبة تعترض حقوق المرأة في السعودية .
وما يجب قوله ؛ في حين أن بلدانا أخرى في الشرق الأوسط لديها عناصر من نظام ولاية الرجل ؛ إلا أن السعودية هي الأكثر قسوة بأشواط في الحد الذي تصل إليه قوانينها ؛ فضلاً عن جهود السلطات لتطبيقها . كما وثقت ” هيومن رايتس ووتش” أثر هذه القوانين والساسيات على حياة النساء في تقريرها الصادر حديثاً ؛ كمن يعيشن في صندوق : المرأة ونظام ولاية الرجل في السعودية .
كل ما ذكر ؛ جعل من السعودية كالجسد الفاقد للمناعة ؛ ودخل لها فيروس الإستبداد ؛ يتوغل في أعضائه وخلاياه؛ يئن تحت وطأة الحقوق المنتهكة ؛ لذا فكل عام يمر على البلاد من دون أن تكن المؤسسات المدنية هناك لها دور في المساهمة في المشهد الحقوقي ؛ ومع دور آحادي للملك سلمان وابنه ؛ فسبكون أسوأ من سابقه ؛ كنتيجة طبيعية للسير في منحدر مستمر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق