اخبار حقوقيةتقارير

كورونا يصيب معتقلين أردنيين بالإمارات

“دائما أحمل صورتك وأقبلها..لماذا لا تعود كما وعدتني”، بهذه الكلمات المؤثرة تخاطب الطفلة تاليا ياسر صورة والدها المعتقل في السجون الإماراتية إلى جانب شقيقه عبدالله اللذان يقضيان حكما بالسجن لمدة عشرة أعوام بعد أن ألقي القبض عليه في 2015 عقب تعليقات لهم على تطبيق “واتساب”.

ياسر وعبد الله ضمن أربعة أردنيين معتقلين في ذات التاريخ، على خلفية مشاركات لهم في تطبيق “واتساب”، ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، مما دفع عائلاتهم لمناشدة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، التدخل لدى السلطات الإماراتية للإفراج عنهم. رقية أم المعتقل الأردني، بهاء مطر، تقول لـ”عربي21” والدموع تنهمر من عينيها: “أبناؤنا مصابون بفيروس كورونا رغم أنهم يعانون من عدة أمراض مزمنة ومن إهمال في كل شيء؛ سواء طبيا أو من ناحية النظافة والطعام، فزنازين المعتقلين لا تصلح حتى للحيوانات، وابني وزنه يقل عن الوزن الطبيعي أكثر من عشرين كغم، ولا يوجد لديه مناعة، إضافة إلى قلة النوم، فابني يقول لي إن الجرذان والصراصير تعيش معهم، ويقول إنه لا يعرف حتى النوم. فمن يتحمل خطورة وضع ابني أجيبوني يا مسؤولين”.

وحول ظروف اعتقال نجلها تبين “أنه اعتقل في 2015 من قبل رجال أمن الدولة في دولة الامارات هو وأربعة أردنيين بعد تداول فيديو ينتقد الدور السعودي في حرب اليمن، وحكم عليهم في عام 2018 بالسجن 10 أعوام وغرامة مالية مليون درهم    (300 ألف دولار) ، قضى منها خمسة سنوات”.

وناشد عادل مطر ابن المعتقل، الملك عبد الله الثاني عبر مقطع فيديو (أرسله لـ”عربي21″) للعمل على الإفراج عن والده الذي يقول إنه “يعاني ظرفا صحيا صعبا بعد إصابته بفيروس كورونا”.

ومن المعتقلين ماهرأبو شوارب في 30 تشرين الأول/أكتوبر عام 2015، بتهم تتعلق بمشاركة مقاطع فيديو لتنظيمات إرهابية عبر الـ”واتساب”. كما اعتقلت أبو ظبي الشقيقين ياسر وعبدالله أبو بكر في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، بتهمة مشاركة مقطع فيديو لتنظيم الدولة، عبر برنامج “واتساب”. الأمر الذي تقول عائلاتهم إن مشاركة الفيديو جاء من باب تداول الأخبار فقط لا غير.

الظروف الصحية الصعبة للمعتقلين، دفعت ناشطين أردنيين لإطلاق حملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للالتفات لأوضاع المعتقلين تحت وسم #المعتقلين_الأردنيين_بالإمارات . رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان، المحامي عبد الكريم الشريدة، يصف في حديث لـ “عربي21″، متابعة السلطات الأردنية للمعتقلين الأردنيين في دول الخليج العربي، وفي الخارج عموما، بـ”الخجولة”، “مما يعرض هؤلاء المعتقلين الذين تقارب أعدادهم في الدول العربية 2000 شخص إلى محاكمات غير عادلة”.

ودعا الشريدة الحكومة الأردنية لتطبيق اتفاقية الرياض العربية للتعاون القضائي، التي تجيز  تبادل السجناء والمحكومين  بين البلدان العربية وقضاء فترة الحكم في البلد الأم.

“عربي21” تواصلت مع الخارجية الأردنية التي وعدت بمتابعة أوضاع الأردنيين المعتقلين في دولة الإمارات وخصوصا المصابين منهم بفيروس كورونا المستجد.

هذا وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش حذرت من تفشي فيروس كورونا بالسجون الاماراتية وقالت “إنه ينبغي لسلطات السجون في الإمارات اتخاذ إجراءات طارئة لحماية الصحة العقلية والبدنية للسجناء، وسط إفادات عن تفشي فيروس كورونا في ثلاثة مراكز احتجاز على الأقل في أنحاء البلاد.”

وقال مايكل بَيْج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “الاكتظاظ، وانعدام الظروف الصحية، والحرمان الكبير من الرعاية الطبية الملائمة في السجون ليست أمورا جديدة في مراكز الاحتجاز الإماراتية سيئة السمعة، لكن الوباء المستمر يمثل تهديدا إضافيا خطيرا على السجناء. أفضل طريقة أمام السلطات الإماراتية لتهدئة مخاوف أُسر السجناء هي السماح بالتفتيش من قبل مراقبين دوليين مستقلين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق