تقارير

حقوق الإنسان … المصير المجهول في السعودية

كتب احمد ابورحمة
ثمّة من يسأل أيَّ مصير مجهول يُجهز للكتاب والمفكرين السعوديين ؛ بعد الأستهداف المهننج للعديد من المفكرين الذين يعارضون سياسات السعودية .
ما حدث من استباحة واعتقال سلمان العودة بشرعنة دولية ؛ وتواطؤ عالمي وتخاذل لمؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي . يضعنا اليوم بشكل المباشر أمام مخاوف تكرار ماحصل العودة ؛ الذي لم يفرج عنه حتى كتابة هذه السطور .
يُعتبر سلمان العودة من أنصار إصلاح الخطاب الديني والقانوني والإداري ؛ وفي عام ١٩٩١ كان العودة وسفر الحوالى وعائض القرني وناصر العمر من بين المعوقين على خطاب المطالب الذي شمل بإصلاحات قانونية وإدارية واجتماعية وإعلامية تحت إطار إسلامي . وكان سلمان العودة أحد المشايخ الذين شكّل نقدهم الشديد للتعاون مع الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية .
وفي سبتمبر عام ١٩٩٣ ؛ مُنع العودة وسفر الحوالى من إلقاء الخطب والمحاضرات العامة . وبعد عام من هذا القرار أي في ١٩٩٤ تم اعتقاله ضمن سلسلة اعتقالات شنتها السلطات السعودية ضد رموز الإصلاح ؛ وقضى بضعة أشهر من فترة اعتقاله في الحجر الانفرادي في سجن حائر وبعد ذلك اطلق سراحه .
وقفة مع سلمان العودة
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
لكنَّ الأهمَّ في ( سيرة ) العودة ؛ هو أنها تُتيح لقارئها ؛ بصفتها سيرة إصلاحية فما ألف وكتب ؛ ومن أبرز هذه الكتب :
أدب الحوار – بناء الفرد – ظوابط للدراسات الفقهية – والصحوة في نظرة الغربيين – ومع العلم – والكثير من الكتب والتي وصلت إلى ” ٦٢ ” مؤلفاً .
وقام بتقديم العديد من البرامج التلفزيونية ومن اشهرها برنامج ( حجر الزاوية ) بشكل يومي في شهر رمضان على قناة mbcl ؛ بإلاضافة إلى مشاركته المختلفة في قنوات تلفزيونية متنوعة والبرامج المسجلة المتعددة . وعمل استاذاً في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم لبضع سنوات ؛ قبل أن يعفى من مهامه التدريسية في جامعة الإمام محمد بن سعود في ١٥/ ٤ / ١٩٩٩ ؛ وذلك بعد إيقافه عن العمل الجامعي لأسباب سياسية سعودية .
نشأته :
سلمان العودة بن فهد عبدالله ولد في جمادي الأولى ١٣٧٦ / هج/ في قرية البصر الصغيرة الواقعة غرب مدينة بربدة في منطقة القصيم ؛ حاصل على درجة ماجستير في ” السّنةَ ” في الموضوع ” الغربة وأحكامها ” و دكتوارة ” في شرح بلوغ المرام / كتاب اطهارة ” . وكان من أبرز ما يطلق عليهم مشايخ الصحوة في الثمينيات والتسعينات من القرن الماضي .
في السجون السعودية
٠٠٠٠٠٠٠٠
اعتقل في السجون السعودية لعدة سنوات في مدينة الرياض قبل أن يتم الإفراج عنه والسماح له بإقامة المحاضرات الدعوية بعبداً عن السياسة . وفي مساء يوم الجمعة ١٥ مارس / ٢٠١٣ وجّه سلمان العودة خطاباً مفتوحًا للنظام السعودي ؛ وخصوصاً وزارة الداخلية مطالباً بأن يتم إطلاق معتقلي الرأي ؛ وامتصاص الغضب الشعبي المتعاظم فيما يتعلق بملف المعتقلين ؛ دراءً لخطر الفتنة كما جاء في خطابه ؛ وقد كتب بأسلوب هادئ بعيداً عن التوتر وكان ناصحاً في خطابه ؛ كما شهد بذلك كثيرٌ من علماء وحقوقيين ومواطنين سعوديين .
واعتقل مرّة أخرى في حملة اعتقالات سياسية من قبل السلطات السعودية يوم ١٠ سبتمبر ٢٠١٧ بتهمة نشر تغريدة على حسابه الخاص بموقع ” توتير ” يدعو فيها ( الله للتآلف بين قلوب ولاة الأمور لما فيه خير الشعوب ) ؛ ولم تفصح الحكومة السعودية عن مكان اعتقال العودة أو المسار القضائي لقضيته ؛ وبعد بضعة أشهر من اعتقاله تدهورت حالته الصحية وتم نقله إلى مستشفى جدة ؛ وشاعت اخبار عن وفاته في محبسه إثر تعرضه للتعذيب ؛ وكان ذلك في ١٨ يناير / ٢٠١٨ ؛ لكن ابنه نفى هذه الأبناء وذكر ان والده لنقل للمستشفى دون أية تفاصيل ؛ وبحلول الرابع من سبتمبر ٢٠١٨ انتشرت الكثير من الأخبار التي تُفيد بأنّ النيابة العامّة السعودية قد طالبت بإعدام الشيخ العودة ؛ وذلك بعدما وجّهت له ٣٧ تهمة تتعلق بالارهاب ؛ فيما لم يصدر تأكيد أو نفي لهذا الخبر من الجهات الرسمّية المعنية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق